السبت، 1 أغسطس 2009

الاجتماع السياسي

المحاضر الاولي تعريف علم الاجتماع السياسي

يلاحظ في العلوم الاجتماعية وجود مشكلة في تحديد وتعريف بعض المفاهيم بين الباحثين ، ويرجع ذلك الي عدم إتفاق علي تعريف شامل ومحدد ومميز ، نظراً لتعدد وطبيعة الموضوعات و القضايا التي يهم بها العلماء ، وهذا لاينفي وجود بعض المحاولات للتعريفها.

تعريف علم الاجتماع السياسي :

تعريف لويس كزورl.Coser:

يعرف كزور علم الاجتماع السياسي" علي انه احد فروع علم الاجتماع الذي يركز علي دراسة كل من النتائج والاسباب الاجتماعية لعملية توزيع القوة داخل او بين المجتمعات ، كما يعالج انماط الصراع السياسي والاجتماعي الذي يؤدي الي تغير في عملية تخصيص القوة.

*تعريف دوفرجيه:

حاول دوفرجيه عالم الاجتماع السياسي الفرنسي الفصل مابين علم السياسة وعلم الاجتماع السياسي نظراً لوجود تداخل كبير بين العلمين ،وقد حدد دوفرجيه علم السياسة بعلم الظاهرات السياسية الذي يهتم بدراسة علاقات الظواهر السياسية بالمؤسسات القانونية والتاريخية والجغرافية والبشرية والاقتصادية وعلم السكان ، اما علم الاجتماع السياسي فهو يهتم بدراسة القضايا السياسية ومعالجتها سوسيولجياً مستخدماً المناهج التحليلية المقارنة التي يستخدمها علماء الاجتماع عند دراستهم للمشكلات المجتمعية الواقعية ، وبالتالي يمكن تحديد علم الاجتماع السياسي (حسب تصورات دوفرجيه ) بأنه تطبيق الاساليب والمناهج السيوسيولوجيه عند دراسة الظواهر السياسية (المشاركة السياسية والعزوف السياسي وتأثرها علي سبيل المثال بالقييم الدينية والارث الثقافي للمجتمع-مثل الولاء لذعيم القبيلة وتأثير النفوز الاجتماعي علي التوازنات السياسية).


مجالات علم الاجتماع السياسي :

تتعدد مجالات علم الاجتماع السياسي بتعدد الموضوعات التي تتناولها وكذلك اتداخلها بين علمي الاجتماع والسياسة ، وبالتالي يمكن تحديد مجال علم الاجتماع السياسي بإيجاز علي النحو الاتي :

اولاً: المجالات التقليدية (الكلاسيكية):

حدد عالمي الاجتماع السياسي رينهارد بندكسR.Bendix وسيمور ليبست S.Lipset مجالات علم الاجتماع السياسي التقليدي بـ:

1- دراسة السلوك الانتخابي ودراسة إتجاهات الرأي العام .

2- دراسة القوي الاقتصادية ووضع القرار السياسي .

3- دراسة الاحزاب السياسية والمنظمات التطوعية وهذا بالاضافة الي دراسة مشكلات الاوليجاركية ، والمظاهر السيكولوجية الرتبطة بالسلوك السياسي .

4- دراسة الايديولوجيات والحركات السياسية وجماعات الضغط.

5- دراسة الحكومة ومشكلة البيروقراطية.

6- دراسات المقارنة للنظم السياسية (اوجة الاختلاف والشبة)

ثانيا: المجالات الحديثة: ً

ومن المجالات الحديثة التي بدأ علماء الاجتماع السياسي دراستها :

1- دراسة الوعي والاتفاق السياسي ، خاصة في ظل تزايد إهتمام الجماهير بالسياسة وعلاقتها بالنظم السياسية الحاكمة

2- دراسة الصفوات في المجتمعات المتقدمة والنامية التي تشهد تفاعلات اجتماعية بين القوي الاجتماعية سواء كانت صفوات سياسية اوالاقتصادية او العسكرية او الدينية .

3- دراسة التنمية السياسية ومعالجتها كجزء من التنمية الشاملة .

4- دراسة الثقافة السياسية وعلاقتها بالتحديث والوعي السياسي لدي الجماهير وعمليات التنشئة السياسية التي تهدف الي خلق نوع من الولاا والانتماء ومعرفة درجات المشاركة السياسية عامة.

5- دراسة الحريات السياسية التي اعطت للاقليات والاحزاب المعارضة (مثل منع طائفة المنبوزين من المشاركة في الهند) وجماعات الضغط والنقابات المنهنية والعمالية وغير ذلك من الجماعات السياسية التي تلعب دوراً في الحياة السياسية المعاصرة.

6- دراسة الحركات السياسية الحديثة والحركات النسوية والحركات الاصلاحية المعتدلة مثل جماعات هتلر الجديدة في المانيا (النازين الجدد).

7- دراسة السياسة الدولية وتاثير المؤسسات الدولية والمنظمات المختلفة مثل الامم المتحدة والظواهر العالمية مثل العولمة واثرها في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية علي البيئة المحلية والقومية معاً.

8- دراسة الفساد السياسي خاصة في المجتمعات النامية التي تنتشر فيها النذعة الميكافيلية والنفعية والبراجماتية حيث يدرس علماء الاجتماع السياسي الفساد كجزء من انماط الفساد الاجتماعي والاخلاقي المتزايد حديثاً (في ظل تراجع الايديولوجية في عالم السياسة وظهور النفعية والبرجماتية وهي من مظاهر المجتماعات الراسمالية).

اسباب ظهور علم الاجتماع السياسي :

هنالك العديد من التطورات ساهمت في ظهور علم الاجتماع السياسي مثل :

1- نشأة المجتمع المدني.

2- ظهور الطبقات الاجتماعية الجديدة .

3- تباين الايديولوجيات السياسية.

4- ظهور القوي الاستعمارية والحركات التطورية.

5- تنوع الراي العام القضايا مث ل الديقراطية مطالب حقوق الانسان.


علاقة علم الاجتماع السياسي بالعلوم الاجتماعية الاخري

تتداخل مجالات دراسة علم الاجتماع السياسي مع العديد من العلوم الاجتماعية لتداخل الانشطة ومجال اهتمام كل علم ومن امثلة ذلك:.

1-علاقة علم الاجتماع السياسي بعلم السياسة:

هنالك تداخل كبير ما بين علم الاجتماع السياسي والعلوم السياسية من حيث الاهتمام ، لدرجة ان بعض الاكاديميين السياسيين في الولايات المتحدة يكادو ان لايفرقو مابين العلمين ، حيث يتناول علم الاجتماع السياسي الجانب السسيولوجي للممارسة القوة والنفوذ بينما يتناول علم السياسة الجانب القانوني والتاريخي لها ، وبالتالي فإن العلمين يدرسان موضوعات مشتركة داخل المجتمع مع اختلاف المنهج التحليلي الذي يكون سيسويولوجياً في علم الاجتماع السياسي ، ومن الدراسات المشتركة بين العلمين ، دراسة السياسة الدولية والنظام العالمي الجديد ، التحديث والتنمية السياسية ، والثقافة السياسية والتنشئة السياسية و المشاركة السياسية ، والوعي السياسي والايديولوجيا السياسية والنظم السياسية والدولة والقوة والنفوذ والتيارات السياسية ، بالاضافة الي الاحزاب السياسية وجماعات الضغط والمصلحة والاقليات والحركات والثورات السياسية والنقابية .

2-علاقة علم الاجتماع السياسي بعلم التاريخ:

هنالك علاقة وطيدة بين العلمين ، حيث لايمكن دراسة تطور الفكر السياسي والنظرية السياسية الا من خلال تحليلات المؤرخين وكتاباتهم المختلفة ، كما ان بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية لايمكن تحديد ها وتوصيفها الا من خلال تتبع تطورها تاريخياً ، بإستخدام المنهج المقارن والذي يعتبر من اهم مناهج البحث العلمي السسيولوجي ، والذي يسهم في دراسة الظواهر السياسية والمجتمعية بصورة عامة ، فدراسة النظام الديمقراطي علي سبيل المثال لايمكن فهمه إلا بتتبع جزوره الاولي عند افلاطون وارسطو ومعرفه الاسباب التي ادت الي تغيير ممارسة الديمقراطية النيابية المباشرة الي التمثيل النيابي الغير المباشر ، الذي ظهر في المجتمعات الحديثة وحتماً يعود ذلك الي التطورات التي حدثت للمجتمعات وذيادة نسبة السكان ، وهذا ينطبق ايضاً علي ظاهرة الدولة التي بدأت بالعشيرة ودولة المدينة وتطورت واخذت شكلها الحالي (الدولة القومية NATION STATE) .

3- علاقة علم الاجتماع السياسي بعلم الاقتصاد :

تعتبر الظواهر الاقتصادية واحدة من الظواهر التي تسهام في تطور المجتمعات وفي عملية التغير الاجتماعي ، فالتطور الاقتصادي يسهام بدرجة كبيرة في تطور المجتمعات البشرية ، وهو الامر الذي دفع العديد من الفلاسفة الي ربط ما بين الحياة الاقتصادية وإنعكاساتها علي المجتمع ، مثل كارل ماركس الذي تناول في كتابه (رأس المال)تطور البشرية من المجتمعات تقليدية (إقطاعية) في العصور الوسطي الي المجتمعات راسمالية وإشتراكية .

كما ربط بعض الفلاسفة مابين المصالح الاقتصادية وإنعكاساتها علي البناءات الاجتماعية وظهور طبقات إجتماعية جديدة ، ومنهم (الفريد باريتو) الذي ربط مابين الصفوة الحاكمة والقوة الاقتصادية.

كما ان طبيعة النظام الاقتصادي العالمي الجديد احدث واقعاً اجتماعياً وإقتصادياً جديداً جذب إهتمام علماء الاجتماع السياسي والاقتصاد وذلك لدراسة تأثير المؤسسات الاقتصادية الكبري والتكتلات الاقتصادية في تشكيل البناءات الاجتماعية والسياسية داخل المجتمعات المحلية ، مما يعني ذلك التداخل الكبير بين علمي الاقتصاد و علم الاجتماع السياسي.

4- علاقة علم الاجتماع السياسي بالجغرافيا :

هنالك العديد من الموضوعات تشرك في تناولها العلمين ، فالجغرافيا تهتم بدراسة الاقاليم والموارد الطبيعية والسكان ومستوي الدخل والمعيشة ، وإنعكاسات ذلك علي المجتمع وتطوره ، كما ان الجغرافيا تؤثر بدرجة كبيرة علي الظواهر السياسية وقوة الدولة ، فضلاً عن ان البيئة الجغرافية تؤثر في تكوين الشخصية القومية للدولة والمجتمع وخصائصها الاقتصادية والسياسية ، وهو ما يدفع البعض الي محاولة ربط التنمية وتطور المجتمعات الي عنصر الجغرافية مثل رواد مدرسة البيئة الجغرافية الذين يردون تطور المجتمعات الغربية وتخلف مجتمعات العالم الثالث الي نوعية المناخ وتإثيرها في الانشطة المجتمعات (صمويل هنتغتون).

5-علاقة علم الاجتماع السياسي بعلم النفس :

كذلك هنالك تداخل بين علمي الاجتماع السياسي وعلم النفس ، مما قاد الي ظهور علم جديد يسمي بعلم النفس الاجتماعي ، نتيجة للاستخدام المنهج السلوكي في دراسة العديد من القضايا السياسية والاجتماعية ، وهي القضايا التي تتأثر بألابعاد النفسية للمجتمعات ، ومن هذه القضايا دراسة السلوك السياسي وعملية التصويت والانتخاب والوعي والاتفاق السياسي والمشاركة السياسية والعزوف السياسي ،والدعاية السياسية ، وهي عمليات تتأثر كثيراً بالجوانب النفسية والتي تتأثر بدورها بأليات ومؤسسات إعلامية وتعليمية والتي تؤثر في الرأي العام والتوجهات السياسية وفي الوعي السياسي والذات السياسي وفي عملية التنشئة السياسية ، وهي موضوعات تجزب اهتمامات علماء النفس في آن واحد.

وتتأثر ايضاً الموضوعات المتعلقة بالتميز العنصري والنزاعات الطائفية وظواهر العنف والارهاب والتطرف –تتأثر بالجوانب النفسية ، كما ان دراسة القيادات والصفوات السياسية والاجتماعية تعتبر من الدراسات التي تتطلب إستخدام مناهج (سسيو-سيكولوجية) مثل دراسة الشخصية والذكاء والموقف والسمات والامزجة.


التنشئة السياسية political socialization

تعتبر التنشئة السياسية من أهم الوسائل التي تساهم في استقرار المجتمعات وبالتالي الأنظمة السياسية ,فهي تعمل علي نقل الثقافة السياسية من جيل إلى جيل وتطويرها أو تغييرها أو تعزيزها ، وتساهم التنشئة السياسية في استقرار المجتمعات بالعمل على توحيد ثقافة المجتمع بالشكل الذي يتلاءم وثقافة السلطة السياسية الحاكمة وتخلق التجانس بينها وتتم هذه العملية عبر وسائط متعددة تعرف بوسائل التنشئة السياسية او قنوات التنشئة السياسية:

و تشمل هذه القنوات:

1- الأسرة وهي القناة الاجتماعية الأولى الذي يترعرع فيها الفرد ويكتسب الخبرات السياسية من البيئة المحيطة به (الأب , أفراد الأسرة) ،

2-المدرسة وهي القناة الثانية وهي تعمل على تكملة دور الأسرة في عملية التنشئة السياسية ، تختلف عنها في طريقة التأثير التي تكون موجهه ومقصودة عبر مضامين الكتب الدراسية عكس الأسرة التي ربما يكون دورها غير مقصود ، حيث تتم عملية التنشئة فيها عن طريق المحاكاة والتقليد من قبل الفرد وسلوك أفراد الأسرة وفي المدرسة تتسع دائرة مشاركة الفرد في المجتمع مما يؤدي ذلك إلى ظهور قناة أخرى للتنشئة السياسية وهي جماعة الرفاق ، وتتم عملية التنشئة السياسية وكسب الخبرات أيضا في هذه القناة عن طريق محاكاة الفرد بأصدقائه أو بدافع المنافسة أو بدافع اقتحام عالم جديد ربما لا يكون متوفر له في الأسرة.

كذلك هنالك قنوات أخرى تساعد في عملية التنشئة السياسية مثل الأحزاب السياسية والجيش وأماكن العبادة والعمل ووسائل الإعلام الرسمية الشيء الذي دفع الأنظمة السياسية للاهتمام بهذه العملية.

تعريف مفهوم التنشئة السياسية:

يعرف هايمان التنشئة السياسية " وهو من اشهر التعريفات" ( بأنها تعلم الفرد لمعايير (قييم)اجتماعية عن طريق مختلف مؤسسات المجتمع بحيث تساعده هذه المعايير على التعايش سلوكيا معه). ويذهب كنيث لانجتون إلى المقصود بالتنشئة السياسية عملية نقل الثقافة في المجتمع من جيل إلى جيل، ويقترح فريد جرنثتين تعريفا مفاده أنها (التلقين الرسمي وغير الرسمي المخطط وغير المخطط للمعارف والقيم والسلوكيات السياسية وسمات الشخصية ذات الدلالة السياسة وذلك في كافة مراحل حياة الإنسان عن طريق المؤسسات المختلفة التي يحتضنها المجتمع.

أهمية التنشئة السياسية :

I. التعبير عن أيدلوجية المجتمع .

II. التجنيد السياسي واختيار الصفوة .

حيث لا يمكن الفصل بين وظيفة التجنيد السياسي وعملية التنشئة السياسية ، باعتبار ان هنالك مظاهر الارتباط بين التربية والنظام السياسي وهي عملية تحديد الأفراد للمواقع السياسية الهامة أو اختيار وانتقاء الصفوة السياسية. والتي يقصد بها على وجه التقريب تقلد الأفراد للمناصب السياسية سواء كان وصولهم إليها بدوافع ذاتية أو وجهوا أليها من الآخرين.

ج. التكامل السياسي وبناء الأمة :

وذلك بإيجاد إحساس مشترك بالتضامن والهوية الموحدة وتخطي الولاءات الضيقة وغرس الشعور بالولاء للدولة ومؤسساتها المركزية حيث يتضمن ذلك .

مراحل التنشئة السياسية:

هناك ثلاث مراحل أساسية لعملية التنشئة السياسية وهي :-

1. مرحلة يتحدد وفقا لها انتماء الطفل لثقافة وتاريخ ونظام معين .

2. مرحلة يتفهم فيها الطفل هويته ويزداد إدراكه لعالم السياسي والأحداث السياسية.

3. مرحلة يشارك فيها الفرد مشاركة فعلية في الحياة السياسية من خلال عمليات التصويت وتولي المناصب السياسية.

و علية تختلف عملية التنشئة السياسية ومداها وأهميتها من مرحلة إلى أخرى ويمكن تقسيم مراحل التنشئة السياسية إلى :-

1. مرحلة الطفولة المبكرة :

حيث يبدا الفرد تلقي القييم السياسية من اسرته ولبية المحيطة به ، ويبدا الطفل بالتعرف علي رموز بلاده (العلم –الرئيس)وعلي النظام السياسي.


2.مرحلة المراهقة .

وفي هذه المرحلة يبدا الفرد في تكوين شخصيته ويجنح الي ارستقلال عن الاخرين، ارسرة وتأثير الوالدين ، وبالتاي تظهر قنوات تعليمية اخري للتنشئة السياسية مثل جماعة الاصدقاء والمؤسسات التعليمية (الجامعة والمدرسة)وبالتالي يتلقي الفرد تعليمه السياسي بمحاكاة اصدقائه والمنافسة مع الاخرين كما تظهر الاحزاب السياسية ووسائل الاعلام كقنوات تعليمية في هذه المرحلة.

3.مرحلة النضج:

وفي هذه المرحلة يصبح الفرد اكثر نضجاً ووعياً مما يجعل وظائف التنشئة الاجتماعية السياسية في هذه المرحلة هي التدريب على نوع معين في الحياة العامة مثل ممارسة المسئولية والانتخاب والترشيح والقيام بأدوار سياسية مرسومة له مسبقا ، بينما كانت التنشئة الاجتماعية السياسية في مرحلة الطفولة والمراهقة تنشئة عامة تهدف على تنشئة الفرد علي الاندماج في المجتمع وتقبل قيم وأفكار و سلوك سياسية والتأثير في توجهاته المستقبلية .

طرق واساليب التاثير في عملية التنشئة السياسية:

هنالك طريقتنان للتاثير :

أ:التاثير الضمني (الغير مباشر):

وهي تتم عبر قنوات التنشئة السياسية التي تقوم بنشر المضامين السياسية وتثقيف الفرد بصورة غير مباشرة وغير معلنة او قدلاتكون مقصودة مثل دراسة التاريخ والشعر قد يربط الفرد وجدانياً بامته.(اماكن العمل والعبادة من قنوات التاثير الغير مباشرة).

أ:التاثيرالصريح (المباشر):

وهي تتم عبر قنوات التنشئة السياسية التي تقوم بنشر المضامين السياسية وتثقيف الفرد بصورة مباشرة و معلنة تكون مقصودة مثل توجيه الاعلام للبث ثقافة سياسية مباشرة بهدف الدعاية السياسية للنظام السياسي او محاولة التاثير علي اتجاهات الراي العام (الجيش والاعلام ومناهج الدراسة والاحزاب السياسية والبرلمانات من قنوات التاثير المباشرة).

الثقافة السياسية political culture

التوجهات نحو النسق السياسي : هل تمميز بالولاء ام تتسم بالامبالاه.

4/ التوجهات نحو الاشخاص الاخرين : هل تغلب علبها الثقة ام تخلو من الثقة.

تعربف فليب براوي:

تتكون الثقافة السياسية عند فليب براوي من مجموعة المعرف والمعتقدات تسمح للافراد الارتياط بالسلطة التي تحكمهم ، كما يعرفهم بهويتهم ، وترشد سلوك المواطن لتفاعل مع السلطة سواء كان ذلك بالتأثير علي سلوكه كناخب او مثلاً كمكلف بدافع الضرائب ( الالتذام السياسي) .

هنالك بعض المافهيم تتداخل مع الثقافة السياسية مثل الايديولوجية التنشئة السياسية.

الفرق بين الايديولوجية والثقافة السياسية :

يتفق الاثنان في المعتقدات المتعلقة بالنظام السياسي ولكنهم يختلفان في ان الايديولوجيا يمكن ان يُشار بها الي تلك المفاهيم التي تتعلق بالتصورات حول الظواهر السياسية ( قد تكون مثالية) بمعني انها قد تكون نظريات غير مطبقة ، اما الثقافة السياسية نعني بها تلك النظريات والتصورات المورثة داخل المجتمع والمتعلقة بالقيم والمعتقدات والمبادئ والسلوك الجمعي.

الفرق بين التنشئة السياسية والثقافة السياسية :

من الناحية الوظيفية لا يختلف المفهومان حيث انهما يعنلان علي التأثير علي التوجهات السياسية والسلوك وفي القييم السياسية ، ولكنه يمكن اعتبار التنشئة السياسية العملية التي تنقل بها الثقافة السياسية من جيل الي جيل وتحافظ عليها او تعمل علي تطويرها.

انواع الثقافة السياسية:

يصنف (جبريال الموند )و(سدني فيربا )الثقافة السياسية الي ثلاثة انماط:

1- الثقافة السياسية المشاركة :

وفيها تكون استجابة المواطنين إيجابية نحو الموضوعات السياسية ، وبالتالي تُصنف الثقافة السياسية في هذا المجتمع علي انها مشاركة ، كما هو الامر في الانساق السياسية في بريطانيا وامريكا .

2- الثقافة السياسية التابعة (الخاضعة):

وفيها تكون استجابة المواطنين المواطنين للنسق السياسي سلبياً وذلك لانهم لايمارسون اي تأثير في الموضوعات السياسية وإنما يتأثرون بها فحسب .

3- الثقافة السياسية المحددة (الرعوية):

وفيها يكون الفرد ليست له علاقة بينه وبين النسق السياسي وليست عنده معلومات كافية ، ويوجد هذا النموذج في المجتمعات التقليدية.

وظائف الثقافة السياسية :

1- تساهم في فهم البناءات السياسية واختلافها من دولة الي اخري وتحديد نوعيتها (الموندوفيربا ).

2- تحليل العلاقة بين الجماهير والسلطة السياسية وتحديد ما ينبغي ان تقوم بها السلطة السياسية تجاه المجتمع وتلبية حاجتها واهدافها السياسية فالجماهير ذات الثقافة السياسية المشاركة يمكن ان تحفز السلطة علي تلبية حاجاتها (المطالب الجماهيرية تجبر السلطة علي الخضوع لها ).

3- تحقيق الوعي السياسي الذي يساهم في عملية المشاركة السياسية والتنمية والتحديث السياسي وخلق الدافعية والعمل والنشاط.

4- خلق الشخصية القومية بإعتبار ان الثقافة السياسية تساهم في مشاركة الفرد السياسية بالقدر الذي يخلق التجانس والوعي بالاداء السياسي تجاه قضاياهم الوطنية وتحقيق المصالح والاهداف العامة.

5- الثقافة السياسية وحقوق المواطنة تتحسن كلما تحسنت مستويات الثقافة السياسية لدي المواطنين ، فالمواطن كلما ذاد عنده درجة الوعي والثقافة كما كان اكثر إدراكاً بحقوق المواطنة والمطالبه بها والمحافظة عليها.

6- تساهم في الوعي الكافي للاداء وظائفهم السياسية والتي تتمثل في حقوق الانتخاب والمعارضة والمظاهرات والاستفادة من المشاركة في الاحزاب السياسية وهي جميعها تساهم في خلق روح المواطنة .

7- المساهمة في عملية التنمية السياسية وهي عملية تحرض النظم السياسية علي القيام بها كجزء من التنمية الشاملة (التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية)


المشاركة السياسية political participation

المشاركة هى عملية اسهام أو انشغال المواطن بالمسائل السياسية داخل نطاق مجتمعة سواء كان هذا الأنشغال عن طريق التأييد أو الرفض أو المقاومة أو التظاهر.

والمشاركة لا تعنى مشاركة المواطنين في كل الأنشطة والمجالات السياسية المختلفة وفي كل الأوقات ، بقدر ما تعنى مشاركة أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع في أكبر عدد ممكن من هذه الأنشطة والمجالات بقدر ما تسمح به استعدادات وقدرات وميول هؤلاء الأفراد والمواسسات التي تستوعب ذلك ، والمشاركة السياسية من العناصر الأساسية التي تخلق التفافاً حول أى نسق سياسى .

ويمكن تعريف المشاركة السياسية (بأنها العملية التي من خلالها يلعب الفرد دوراً في الحياة السياسية لمجتمعة وتكون لدية فرصة ليشارك في وضع الأهداف العامة لذلك المجتمع ، وكذلك أفضل الوسائل لتحقيق وانجاز هذه الأهداف).

(أ‌) الأنشطة السياسية المباشرة :

وتشمل المشاركة في الأنشطة السياسية المباشرة مثل تقلد منصب سياسي ، الانضمام لعضوية حزب معين ، الترشح في الانخابات ، التصويت ، مناقشة الأمور العامة ، الاشتراك في المظاهرات العامة .

(ب‌) الأنشطة الغير مباشرة:

مثل المعرفة والوقوف علي المسائل العامة ، العضوية في هيئات التطوع وبعض أشكال العمل في الجماعات الأولية (القبلية والعشيرة).

وفي تصنيف لعالم السياسة الأمريكي (ليستر ميلبراث) لمستويات المشاركة السياسية في المجتمع توصل الى أن المجتمع الأمريكي ينقسم من حيث درجة المشاركة السياسية الى ثلاث مجموعات هى:

(1) المجالدون:

وهم الذين يكونون في حالة نشاط دائم في مجال السياسية وهم ما بين (5% - 7%) من المجتمع (وكلمة المجالد كانت تطلق للمصارعيين في روما القديمة واقتبس المصطلح ليطلق لناشطين سياسياً).

(2)المتفرجون:

وهم الذين يشاركون في السياسة بمقدار الحد الأدنى (ويمثلون حوالى60%).

(3)اللامبالون:

وهم الذين لا يشاركون في السياسة علي الاطلاق (ويمثلون حوالى 33%).

واللامبالاة السياسية قد تكون نتيجة لعدم قدرة الفرد للتقبل والاعتراف بالمسئوليات الشخصية – أو نتيجة لشكك السياسي والشعور بعدم انصلاح الأحوال السياسية والشكك حتي في القيادة السياسية ، أو نتيجة للشعور الفرد بالعزلة وحالة الاغتراب السياسي واحساس الفرد بأن المجتمع والسلطة السياسية لا يهتمون بها ولا يعنيهما أمره ، وليس له أى قيمة في مجتمعة مما يفقد هذا الاحساس والباعث والدافع علي المشركة السياسية الفعالة.

وهنالك تصنيف آخر للمشاركة السياسية طبقاً علي فعاليتها علي النحو:

درجة الفعالية

الأنشطة

أنشطة فعالة

- تولى منصب عام أو حزبى

- الترشبح لمنصب عام

- الدعوة لجمع تمويل حزبي

- بذل الوقت في حملة انتخابية

أنشطة انتقالية

- حضوراجتماع سياسي

- تقديم مساهمات مالية

- الاتصال بموظف عام أو قائد سياسي

أنشطة للمشاركة عن بعد

- محاولة التأثيرعلي تصويت الآخريين في اتجاه معين

- ارتداء شعارات وعلامات ذات طابع رمزى سياسي

- اجراء مناقشات سياسية

- التصويت

- التعرض لمنبهات سياسية

العوامل التي تؤثر في المشاركة السياسية :

هنالك عوامل عديدة تؤثر في درجة المشاركة السياسية الا أنه يمكن تحديد أهم الدوافع والعوامل المؤثرة علي النحو الأتى:

(1) هنالك دوافع يحددها ميشيلز عالم الاجتماع الايطالى تتعلق بالدوافع التنظيمية والنفسية والمادية كما فسرها في (نظرية القوة الحديدية الأوليجاركية) فالدوافع النفسية المتعلقة بالمشاركة مثل حب قيادة الأخرين أو الانقياد والاذعان للسطة قد يكون دافعاً للشخص للانضمام للأحزاب السياسية ، أو قد يكون دافعة في ذلك يتوقف بدرجة كبيرة علي العنصر المادى والسعى للامتلاك النفوذ والجاه.

(2) كذلك قد تدخل عوامل آخرى من التأثير علي الدرجة المشاركة السياسية تتعلق بالجوانب النفسية وطريقة التنشئة الاجتماعية والسياسية التي قد يشكل نفسية للمواطن تجعله يتشكك في الأخرين وفي النظام السياسي ويعيش في حالة من حالات الاغتراب والعزلة السياسية.

(3) قد تدخل العوامل الاقتصادية في تحديد درجة مشاركة الشخص ، فالشخص الذى يكون في وضعية اقتصادية سيئة قد ينشغل في الحياة لتحسين أوضاعه ويهجر الحياة السياسية أو من ناحية أخرى قد يكون ذلك دافعاً أيضاً للمشاركة السياسية لتحسين أوضاعه عبر الولوج الى عالم السياسية.

(4) قد تدخل القييم الثقافية والدينية في بعض المجتمعات للتأثيرعلي درجة مشاركة الفرد السياسية ، كما هو موجود في اليابان حيث أن بعض المعتقدات الدينية تحرم تأسيس الأحزاب السياسية ، وبالمقابل قد نجد أن بعض الأحزاب السياسية في بعض المجتمعات قد نشأت وتطورت عن طوائف دينية (الأحزاب الاسلامية / والأحزاب المسيحية في ايطاليا).

تفعيل المشاركة السياسية :

ولتغلب علي أزمة عدم المشاركة يجب وضع اعتبارات للأتى:

(1) انه كلما كبرت قيمة العوائد التي يحصل عليها المشاركون ذادت المشاركة السياسية.

(2) كلما ذادت الفروق بين البدائل المتاحة والواقع السياسي الحالى.

(3) كلما اذدادت الثقة في امكانية التغير.

(4) كلما اذداد الاعتقاد بأن النواتج ستكون مرضية الى حد كبير.

(5) كلما توافرت المعارف السياسية والمهارات اللازمة للمشاركة بشكل ايجابي وفعال.

(6) كلما انخفضت نسبة الحواجز والمعوقات التي يجب تخطيها لكى يشارك الأفراد سياسياً

تصنيف الأنظمة السياسية حسب مستويات المشاركة السياسية:

تتمايز الأنظمة السياسية الحديثة عن الأنظمة السياسية التقليدية حسب مستوى المشاركة السياسية ، كما تميز المؤسساتية السياسية أنظمة الحكم المتطورة عن أنظمة الحكم المتخلفة وعلي ضوء ذلك يمكن تصنيف نوعين من أنواع الأنظمة السياسية

(1) الأنظمة المدنية:

وهى الأنظمة ذات المؤسساتية العالية للمشاركة السياسية بمعنى أن حجم المؤسسات السياسية أكبر من حجم المشاركة السياسية.

الأنظمة المدنية

(2) الأنظمة البريتورية:

وهى أنظمة ذات مشاركة سياسية عالية بالنسبة للمؤسساتية السياسية ونجد فيها القوى الاجتماعية فاعلة بشكل مباشر في المجال السياسي.

الأنظمة البريتورية

آليات ومنظمات المشاركة السياسية:

(أ‌) آليات المشاركة السياسية في الأنظمة الديمقراطية:

(1) الأحزاب السياسية.

(2) منظمات المجتمع المدنى والنقابات المهنية.

(3) مؤسسات الدولة (البرلمان + مجالس الحكم المحلى والأقليمى).

(ب) آليات المشاركة السياسية في الأنظمة الشمولية:

(1) جهاذ الحزب الحاكم الأوحد.

(2) المجالس واللجان الشعبية التي تنشئهأ السلطة الحاكمة والحزب المهيمن.


الرأي العام Public opinion

(1) مفهوم الرأي العام:

ليس هنالك تعريف عام وموحد للرأي العام بين الباحثين لاعتقادهم عدم وجود رأي عام واحد يجتمع الناس حوله ولكن هنالك عدة محاولات للتعريف علي النحو التالي:

- يعرف البعض الرأي العام بأنه حصيلة الأراء والموافق والمعتقدات التي تعكس اتجاه نسبة مؤثرة من أفراد مجتمع واحد ، أو مجتمع إذاء موضوع معين.

وللرأي العام أيضاً وجود معنوى في المجتمع يتمثل في احكامه واتجاهاته وميوله ووجهات نظرها ، وأحياناً يمثل انفعالها ويعكس شحنتها النفسية في فترة زمنية معينة .

مـثـل:(تحريم الاجهاض رأي قائم علي القيم والأحكام والتعاطف مع القطية الفلسطينية يعبر عن شحنة وانفعالات الشعوب تجاها).

(2) عناصر الرأي العام:

ويقصد بذلك المقومات التي يشترط توفرها حتي يصبح الرأي رأياً عاما مـثـل:

(أ) عنصر الجماعة والمجتمع:

ويمثل ذلك وجود أفراد ذات توجه واحد.

(ب‌) وجود مشكلة معينة:

وهى ضرورية حتي يتكون رأي عام حول موضوع محدد.

(ج) المناقشة أو التفاعل الاجتماعي:

حتي يتسني لنا وجود رأي عام يجب التسليم بحق الأفراد بضرورة التفكير وحرية التعبير وابداء الرأي علانية.

(3) العومل المؤثرة في الرأي العام:

هنالك عوامل كثيرة تساهم في تكوين الرأي العام وبلورته ومن أمثلتها:

(أ‌) وسائل الاعلام والدعاية السياسية:

وهى من العوامل الهامة في أثارة الموضوعات والتأثير علي الجماهير لتكوين اتجاه أو رأي حيال قضية معينة تتفاعل معها الجماهير.

(ب‌) القيم الثقافية والدينية للمجتع:

وهذه القيم تساهم في بلورة رأي عام دائم حيال قضايا معينة استناداً علي تصور وموقف القييم حيال القضية المعنية (تحريم الاجهاض).

(ج) الرموز والزعامات الاجتماعية:

ويكمن تأثير هذا العامل في قدرة الزعامات القبيلية والاجتماعية والدينية والسياسية (رؤساء الدول والاحزاب ) في حشد همم الجماهير حيال القضايا المصيرية.

(د) التنشئة السياسية ومؤسساتها:

وذلك بتأثيرها علي الشعوب في بلورة رأي عام ميال قضايا معينة وتكوين اتجاهات والتأثير علي أرائهم السياسية وذلك عبر مؤسسات التنشئة السياسية (الأسرة والمدرسة ووسائل الاعلام والأحزاب ودور العبادة).

(ه) النظام السياسي:

وذلك ممارسة شكل من أشكال الدعاية السياسية وحشد الشعوب حول برامجها ، فضلاً عن أن أداء النظام السياسي يؤثر بشكل مباشرة من الرأي العام (الدعاية النازية – جوبلز وزير الدعاية النازية).

(4) أنواع الرأي العام وتقسيماته:

هنالك تقسيمات عديدة للرأي العام حسب مدى استمراريته وحسب نشاطه وحسب تأثيره وتأثره بوسائل الدعاية:

(أ‌) تقسيم الرأي العام حسب مدى استمراريته:

هنالك ثلاث أنواع من الرأي العام حسب مدى استمراريته:

(A) الرأي العام الكلي والدائم:

وهذا النوع يرتكز علي قاعدة تاريخية أو ثقافية أو دينية يشترك فيه كل أفراد الجماعة ويمتاذ بالاستقرار والثبات وينقل من جيل الى جيل عبر التنشئة السياسية.

(B) الرأي العام المؤقت:

ويتبلور مع حدوث حدث معين وينتهي بنهايه.

(C) الرأي العام اليومي:

هورأي عام متقلب يوماً بعد يوم ويتأثر بأحداث يومية عابره.

(ب‌) الرأي العام حسب نشاطه ومشاركته في السياسية العامة:

(A) الرأي العام السلبي والرأي العام الايجابي:

هنالك مجموعة من الجمهور ليست لديها رأي في السياسة العامة وليست لها أراء تبادر بها ويسمي هذا الجمهور بالقطاع السلبي وأرائه تأتي سلبياً.

كما أن هنالك قطاع ايجابي يشغل نفسه بالقضايا العامة ويهتم به حيالها رأي عام ايجابي.

(ج) الرأي العام من حيث مدى تأثيره وتأثره بوسائل الدعاية:

(A) الرأي العام النابه أو القائد:

وهذا الرأي يمثل رأي النخبة وهم قلة ولا يتأثرون بوسائل الاعلام والدعاية الموجه.

(B) الرأي العام المثقف أو (القارئ):

وهو رأي عام يتوسط الرأي العام القائد والأكثرية الساحقة من الشعب الذى يصدق ما يأتي في وسائل الاعلام وهذا النوع من الرأي العام يؤثر بدرجة محدودة في وسائل الاعلام ويتأثر به.

(D) الرأي العام المنساق أو المنقاد:

وهذا النوع يكون الأكثرية في معظم الدول وهو لا يهتم بالمسائل العام الا اذا استدعى الأمر مثل المشاركة في الانتخابات وهو يصدق كل ما يقال في الاعلام وعند مناقشة للأمور يستدل برأي الآخرين ولا يكون له رأي سواء رأي هؤلاء (الآخرين) هم أشخاص أو وسائل الاعلام أو الزعامات السياسية أو السلطة السياسية .

(5) وظائف الرأي العام:

للرأي العام وظائف كثيرة ولكن يمكن ذكر بعضها علي سبيل المثال:

(أ‌) حماية المثل والقييم الدينية والاجتماعية والمبادئ الأخلاقية السائدة في المجتمع .

(ب‌) اخضاع الأفراد لتوجهات الأمة واحترام قيمها والمحافظة عليها.

(ج) يحفظ الرأي العام للروح المعنوية ، خاصة اذا تعرضت الدولة لخطر غزو خارجى مثلاً.

(د) تهذيب عدوانية الفرد وضبطها لأن الرأي العام يساعد المؤسسات العقابية علي القيام بدورها بالمراقبة والتوجيه.

(ه) مراقبة السلطة السياسية وضبط سياساتها ومعاقبتها(في الأنظمة الديمقراطية) بعدم اعادة انتخاب أعضاء الحكومة الذين يفشلون.

(و) التأثير علي المؤسسات الحزبية وجماعات الضغط وعلي المجتمع الدولي حيال قضايا معينة.


الأحزاب السياسية political party

تمثل الأحزاب السياسية حلقة وصل بين المواطنين والحكومة ، وهى تقوم أيضاً بوظيفة تحول الفكر الإجتماعى والسياسي وترجمته الى سلوك سياسي ملموس حينما تجعل منه برنامجاً للتنفيذ عبر السيطرة أو التاثير على الحكومة .

وكذلك تقوم الأحزاب السياسية بوظائف متعددة على المستويات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ، مثل تنظيم الرأى العام وتوصيل المطالب الى الحكومة ، فضلاً عن دورها الكبير في إختيار القيادات السياسية التى تتولى مهمة إتخاذ القرارات ، كما أنها تعد من الهيئات التى تساهم في عملية التنشئة السياسية للمواطن .

تعريف الأحزاب السياسية :

ظهر مصطلح الأحزاب السياسية في القرن التاسع عشر مع تطور التمثيل الدبلوماسى وإتساع الإقتراع في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية ، وقد حاول (موريس دوفرجية) 1951م تعريف الأحزاب السياسية في كتابة (الأحزاب السياسية) والذى رد فيه نشأة الأحزاب السياسية الى التقاليد الأنجلوساكونية ( وهم سكان إنجلترا قبل الفتح النورماندى عام 1066م) وكانت هى أول محاولة لتعريف هذا المفهوم .

ويمكن تعريف الأحزاب السياسية علي النحو الأتى:

(أ)التعريف البنائى أو التنظيمى:

وفق هذا التعريف يعرف (بيرو وينجى P.wingy) الأحزاب (بأنها تنظيم دائم ، ممثل لجزء من الرأى العام لأجل تنفيذ برنامج وطنى بواسطة جهاذ حكومى).

(ب)تعريف وظيفى:

وفق تعريف (ثيم(Thum (وجانسورJansoir) تتحدد الأحزاب السياسية من خلال تفسير أهم وظائفها التى تقوم بها وهى:

(i)تزويد الناخبين لبدائل وبرامج سياسية عامة لإدارة شئون الدول ومصالحها.

(ii)تعتبر أجهزة رقابية معارضة تقوم الأداء والأنشطة التى تمارسها السلطات الحكومية.

(iii)تقوم ببيان وجهات نظر الفئات السياسية في المجتمع.

(ج)تعريف علماء الإحتماع السياسي:

وأبرزتعريف تعريف (روبرت مشيلز) الذى يعرف الحزب (بأنه تنظيم يسعى الى تحقيق القدر الأكبر من حاجات المجتمع الذين يكرسون جهودهم من أجل إستمرارية عمل الحزب).

نشأت الأحزاب السياسية :

هنالك الكثير من الأراء حول نشأت الأحزاب السياسية ، حيث يرد البعض نشأت الأحزاب الى أنها نشأت مع تطور المجتمع البشرى ومنهم (لورانس لوويل) .

كما يرد البعض هذه النشأة الى قيام الثورة الصناعية في أوربا وظهور البرلمانات وتطور اليمقراطية النيابية وتعقد النظام السياسي ، حيث يرى(لابالوميروينز) في هذا الخصوص أن الحزب السياسي يوجد عندما يبلغ نشاطات النظام السياسي درجة محددة من التعقيد أو عندما تصبح فكرة السلطة السياسية متضمنة وجوب مشاركة العموم ،ويعرض (لابالومير ووينز) ثلاثة نظريات في نشأة الأحزاب السياسية ، وتقع هذه النظريات ضمن النشأة الحديثة للأحزاب السياسية.

النشأة الحديثة للأحزاب السياسية :

(أ)نظرية النشأة البرلمانية:

وهى نشأة الأحزاب من داخل البرلمان نتيجة لإختلاف البرامج السياسية كما أشار (دوفرجية وماكس فيبر)ويمكن أن تكون أيضاً من الخارج البرلمان من النقابات والجمعيات الثقافية.

(ب)نظرية الأزمة التاريخية:

وترد نشأتها الى أزمة تشريع أو توحد أو مشاركة سياسية أو بناء وتكامل وطنى.

- أزمة الشرعية:

الأحزاب السياسية نشأة هنا عندما تفشل القيادة في التغلب علي أزمة الشرعية فتحدث أزمة للمشاركة السياسية.

- أزمة التوحد:

ونشأة نتيجة لغياب الوحدة الوطنية (السودان – المانيا – إيطاليا – بلجيكيا)أو التوحد الثقافي.

- أزمة المشاركة:

وهى من الأزمات الرئسية التى تساهم في نشأة الأحزاب السياسية.

(ج)نظرية التحديث:

وهى ترى أن نشأة الأحزاب السياسية جاءت كنتاج لظهور قوى إجتماعية جديدة بعد حدوث تغيرات إقتصادية وإجتماعية ، الى جانب نمو الأسواق الداخلية والتطور التكنلوجى الذى ساهم في ذيادة حرية التعبير والرأى العام.

أهمية الأحزاب السياسية:

للإضافة الى الوظائف التى تقوم بها الأحزاب السياسية من كونها وسيلة إتصال ما بين الجماهير والسلطة السياسية من كونها تقوم لرقاية النظام السياسي وأداء الحكومات ، فضلاً عن أنها تساهم في تحقيق الإستقرار والتضامن الإجتماعى وإختيار الحكام والقيادات السياسية التى تقوم بعملية السياسية في الدولة.

أنواع الأحزاب السياسية :

يقسم علم النفس السياسي (ولوج المواطنى في) الأحزاب السياسية لأربعة فئات حسب نفسياتهم وأمزجتهم وهم الرجعيون والمحافظون والأحرار والمتطرفين ، ولكن هنالك تقسيمات أخرى تقوم على حسب برامج الأحزاب وحسب نمط النظام الحزبى في الدولة وبتالى يمكن تقسيم الأحزاب السياسية على النحو التالى :

(1)أحزاب برامج وأحزاب أشخاص:

(أ)أحزاب برامج:

وهذه الأحزاب في عادة تكون لديها أيديولوجيا تضع تصوراً للحياة السياسية والأقتصادية وتصر هذه الأحزاب علي ضرورة تبنى عضويتها علي قيمها ومبادئها والأيمان به وقد كانت تنشرفي شرق أوربا ودول العالم الثابت وأفريقيا.

(ب)أحزاب الأشخاص:

وهذه الأحزاب تكون متأثرة شخصية زعيم الحزب وبتالى بتأثر عضويتها بالشخصية الكارزيمية لزعيم ويكنون له بالولاء وقد تنتهى هذه الأحزاب بوفاة زعيم الحزب ويورث زعامته الى بيت معين ويتأثر ولاء الأعضاء بزعيم الحزب بالعوامل الأتية:

(1)المقدرة السياسية أو الدبلوماسية أو العسكرية التى يتمتع بها الزعيم .

(2)التقليد الطبقى أو العائلى أو المكانة الإجتماعية الذى يمثله الزعيم وبتالى فإن نمط هذه الأحزاب تكون عادة في الدول التى تقوى فيها التقليد الإجتماعية والتى تنمو فيها روح القبلية والشعور بروابط القربى.

الأنماط الحزبية :

ويقصد بذلك نمط النظام الحزبى داخل أى مجتمع ، بمعنى عددية الأحزاب النفاذة والمؤثرة والمهيمنة في النظم السياسية وعليه يمكن تقسيم هذه الأنماط بالأتى:

(1)نظام الحزبيين:

ويطلق عليه أيضاً مصطلح الثنائية الحزبية وغالباً تظهر في المجتمعات الديمقراطية التى تؤمن بالحياة النيابية وفي ظل هذا النظام يكون هنالك حزبين كبيرين يتداولان السلطة (كما هو في الحال في بريطانية حيث هنالك حزبى المحافظين والعمال وفي الولايات المتحدة الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى)ولكن هذا لا ينفى وجود أحزاب أخرى صغيرة لكنها غير مؤثرة (مثل حزب الخضر في الولايات المتحدة بقيادة رالف نادر)

(2)نظام الحزب الواحد:

ويعكس هذا النظام النمط الشمولى في ممارسة أنشطة السلطة السياسية والذى لا يسمح بنمو الديمقراطية بصورة كبيرة نتيجة للإعتبار داخلية أو خارجية أو أيديولوجية سياسية أو دينية معينة وهذا النمط كان موجوداً في الإتحاد السوفيتى حيث الحزب الشيوعى (سابقاً).

(3)نظام التعددية الحزبية:

هذا النظام ينتشر في الغالب في المجتمعات التى تتعدد فيها الثقافات وتنقسم فيها الرأى العام ، وفي الغالب تنتشر في دول العالم الثالث وهى قد تكون سبباً من أسباب عدم الإستقرار السياسي وفي العادة تتم ممارسة الأنشطة السياسية وقيادة الحكومة بإئتلاف ما بين حزبيين أو أكثر لإدارة مؤسسات الدولة (كما هو في الحال في السودان أو إسرائيل).


جماعات الضغط Pressure Croups

يمكن تعريف جماعات الضغط بأنها عبارة عن تنظيمات إجتماعية تمثل مصالح خاصة لبعض الفئات أو الطبقات الإجتماعية ، تعمل علي ممارسة الضغط علي السلطة السياسية لتغيير أو تعديل أو إلغاء سياساتها أو بالمطالبة لخدمة قضايا ومصالح أفراد تلك الجماعات .

وظائف جماعات الضغط:

(أ)إدارة التأثير علي الحكومة عندما يكون هنالك تنوع في أنظمة الحكم ، وبتالى فهى تشارك في عملية التقويم والتأثير علي سياسات الحكومة الى جانب الأحزاب السياسية والقوى الإجتماعية الأخرى.

(ب)تساهم مع الأحزاب السياسية في تحويل القوة الإجتماعية الى قرارات سياسية ويشترط في جماعات الضغط أن تكون قوية بالقدر الذى تمكنها من تحقيق مصالح أفرادها وبالتالى هذا يقودنا الى الإشارة الى أن جماعات الضغط تضم مجموعة مقدرة ومؤثرة إجتماعياً وإقتصادياً ولديها تنظيم قوى ومنظم قادراًعلي حماية مصالحها ، يشترط أن لاتسعي جماعات الضغط الى الوصول الى سدة الحكم وهذا بدوره لاينفي أنها تمارس أنشطة سياسية للتأثير علي قرارات السلطة السياسة.

في الغالب تتكون جماعات الضغط من مجموعة من الأفراد يتقاربون من حيث المستويات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية وبتالى فهى تعتبر إرادة إجتماعية موحدة تتعرف وفق موجهات فكرية عامة تحكم أفرادها لتحقيق مصالحها .

العوامل المؤثرة في عمل جماعات الضغط:

(1)أعضاء الجماعة:

بشرط أن تكون عضويةالجماعة منظمة وبالعددية القادرة علي التأثير.

(2)تنظيم الجماعة:

يجب أن تكون جماعات الضغط منظمة بدرجة عالية لتحقيق أهدافها .

(3)الوعى الإجتماعى:

المستويات الثقافية للأفراد والجماعية ووعيهم بالقضايا الإجتماعية بجعلهم أكثر قدرة لتحديد أهدافهم والعمل علي تحقيقها والمطالبة بحقوقها.

أنواع جماعات الضغط:

(1)جماعات ضغط سياسية:

وهى جماعات ليست لها إلا مصلحة سياسية بحتة ويطلق عليهم Lobbies(لوبى)مثل اللوبى الصهيونى في أمريكا يعمل علي حماية إسرائيل.

(2)جماعات ضغط شبه سياسية:

وهى الجماعات التى لا تستطيع تحقيق أهدافها بدون نشاط سياسي علي الرغم أن نشاطها كلها لا ينحصر في العمل السياسي فقط ، فهو جزء من مجموعة الخبارات والبدائل.

(3)جماعات الضغط الإنسانية:

وهى لا تمارس عملاً سياسياً إلانادراً ومن أمثلتها جمعيات رعاية الطفولة وجمعيات الرفق بالحيوان وحماية البئة ويدخل في نطاق هذا نوع الجمعيات الخيرية ، فهى لا تتدخل في الشئون السياسية ولا تمارس ضغط علي السلطة السياسية إلا عند طلب الدعم المادى وعند مناقشة قوانين تخص أوجه نشاطها.

(4)جماعات ضغط ذات الهدف:

وهى تختلف بإختلاف أهدافها ، منها جماعات المبادئ أوجماعات البرامج وهى ترمى الى تحقيق أهداف قومية مثل منظمة (أنا السودان لتنمية المناطق المهشمة) وتطوير التعليم ومحاربة العادات الضارة مثل الخفاض .

(5)جماعات الضغط للدفاع عن مصالح الدول الأجنبية داخل الدولة:

وتنتشر مثل هذه الجماعات في الولايات المتحدة الأمريكية (مثل المنظمة الأمريكية الإسرائيلية اليهودية الإيباك (Aipc ) التى تعمل علي حماية المصالح الإسرائيلية وكسب نصرة الحكومة الأمريكية للإسرائيل ضد الجماعات العربية والإسلامية التى تناصر الفلسطنيين.

وسائل جماعات الضغط:

هنالك العديد من الوسائل تستخدمها جماعات الضغط مثل:

(1)الإتصال المباشر بالحكومة:

وذلك بالإتصال بأعضاء السلطة التنفيذية لتحقيق مصالحها.

(2)التأثير علي أعضاء المجلس:

وذلك بالتأثيرعلي أعضاء المجلس (البرلمان) سواء كان بالممارسة ضغوطات عليهم لتعديل مقترح أو إسقاطه أو الموافقة علي مشروع قانون أو رفضه أو تعديله وتستخدم في ذلك علي قدرتها في التأثير علي الإنتخابات البرلمانية وأحياناً تلجأ جماعات الضغط الكبيرة الى تمويل الحملة الإنتخابية لبعض النواب ليكون سنداً لهم في البرلمان.

(3)تعبئة الرأى العام:

تقوم فلسفة إستمرارية الحكومات علي تأييد الرأى العام وبالتالى من الطبيعي أن تعير جماعات الضغط إهتماماً كبير لتعبئة الرأى العام وتوجيهه لتحقيق أهدافها وتستخدم في التأثير علي الرأى العام علي الوسائل الإعلامية (الإزاعة والتلفزيون) وإستخدام المنشورات والإصدار وتوزيعها وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات وشن الهجوم علي السلطة في الصحف (الحملات الصحفية)

(4)تنسيق الجهود مع المنظمات وجماعات الضغط الأخرى لتحقيق أكبر قدر ممكن من ممارسة الضغوطات علي الحكومة واللجؤ الى العصيان المدنى بإقناع التنظيمات والجمعيات الأخرى للتوقف عن العمل .

(5)إتباع أسلوب الإقناع والتأثير عبر الحوار والجدل المنطقي أوإتباع أسلوب التهديد والمقاطعة.

(6)إتباع أساليب عنيفة مثل المظاهرات وممارسة العنف السياسي وإضراب عن الطعام وجمع التوقيعات للتأثير علي الرأى العام والعصيان المدنى لتصعيد الإحتجساجات علي النظام السياسي.

الفرق بين الأحزاب وجماعات الضغط:

(أ)ليست لجماعات الضغط أهداف سياسية عكس الأحزاب التى تسعى الى السلطة عبر برامج محددة .

(ب)جماعات الضغط وخلافاً للأحزاب السياسية لا تقدم مرشحيين للعمل السياسي بل تقوم فقط بتأييد بعض المرشحيين وبتالى لا تخوض جماعات الضغط بنفسها المعركة الإنتخابية .

وهذا هوالفرق الجوهرى ما بين الأحزاب وجماعات الضغط .

نماذج لجماعات الضغط:

هنالك جماعات ضغط عديدة ومتنوعة مثل اللوبى الصهيونى في أمريكا حيث يتكون من مجموعة من رجال الأعمال الذين يتحكمون عن طريق الإقتصاد في الوضع السياسي مما يمكنهم من تسير أمريكا بالتأثير علي الإنتخابات والأصوات وعلي الرأي العام الأمريكى و أسشهر لوبى صهيونى في أمريكا الجمعية أمريكية الإسرائيلية للشئون العامة (AIPAC) وهى من أقوى جماعات الضغط في أمريكا ، كما أن هنالك جماعات ضغط أخرى ، مثل المافيا التى تستخدم الضغط لأغراض إقتصادية.


الصفوة Elites

مفهوم الصفوات:

يقصد بالصفوة تلك الجماعات والاقليات الصغيرة التي لها تأثيرات في المسائل السياسية والاجتماعية ، وكذلك يعرف البعض الصفوة بأنها تلك الجماعات التي تتولي إتخاذ القرارات المؤثرة في سياسة المجتمع ولها النفوذ مايتعدي نطاق اي جماعة اخري في المجتمع بأسره.

وتصور أخرون ان هذه الصفوات هي مصدر القيم ومنبع المعيير والإتجاهات ، ومن ثم فهي العامل الاساسي لتحقيق التماسك والتكافل الاجتماعي.

وكذلك هنالك تعريف واسع للصفوة يشير إليها بأنها (أي جماعة من الافراد معروفة اجتماعياً ولها خصائص وسمات ذات قيمة معينة كالقدرة العقلية او الوضع الإداري المرموق او القوة العسكرية تربطهم هذة الخصائص بدرجة عالية من الهيمنة والنفوذ).

اولاً :اهمية دراسة الصفوات في علم الاجتماع السياسي:

1- مناقشة الصفوات في جوهرها تعني تحليل بناء القوة في المجتمع بحيث تسطيع معرفة ما إذا كانت الجماعات المهيمنة والمسيطرة هي جماعات واعية بإمكامانها ان تساهم في التنمية المجتمع ام انها جماعات محافظة لا توجهها سواي مصالحها الخاصة.

2- دراسة الصفوات يسهل فهم وتحليل النظم السياسية والسلوك السياسي والقوة السياسية والايديولوجية السياسية السائدة.

ثانياً: نظريات الصفوة:

هنالك العديد من النظريات التي تفسر الصفوات ولكن اشهرها:

(أ)الاتجاه التنظيمي (موسكا وميشيلز وباريتو):

تعتقد (موسكا) ان اي مجتمع يظهر فيه طبقتان من الناس :

- طبقة تحكم واخري محكومة والطبقة الاولي اقل في العدد دائماً ، وتؤدي كل الوظائف السياسية ، وتحتكر القوة وتستمتع بكافة الامتياذات النابعة عنها ، علي حين الاخري (المحكومة )هي الطبقة الاكثر عدداص إنما تخضع لسيطرة وتوجيه الاولي.

ويذهب ذميله (باريتو) في نفس الاتجاه ويقسم الصفوة الي طبقتين هما :

-الصفوة الحاكمة : وهي تضم اولئك الذين يؤدون دوراً ملموساً ومباشراً في إدارة شئون الحكومة.

- الصفوة غير الحاكمة : وهم كافة اعضاء الصفوة بمعناها الواسع ، وبالتالي فإن باريتو يفسر الصفوة ويقسمها الي طبقتين اساسيتين هما:

- اللا صفوة : ويشمل الذين لايمارسون اي تأثير ممكن علي الحكومة.

- الصفوة : وتمثل المستوي الاعلي من المجتمع وتنقسم بدوره الي :

* صفوة حاكمة .

* وصفوة غير حاكمة.

يفسر روبرت ميشيلز الصفوة من خلال نظريته حول (القوة الحديدية الاوليجاركية) وهو يعتقد ان كل تنظيم اياً كان حجمه لا بد ان يوجد قيادة لكي يكتب له النجاح واليقاء وطبيعة التنظيم تمنح للقادة القوة والامتياذ ، والقادة في التنظيم هم الذين يعبرون عن اراء الاعضاء ويتدعم موقفهم بإستمرار نتيجة لعوامل تنظيمية وأخري سيكولوجية ، ولكن العوامل التنظيمية لها الاهمية دائماً وكلما إذداد التنظيم حجماً وتعقيداً ، تذايد إعتماده علي قادته وجهاذه البيروقراطي الذي يكتسب خبرة فنية خاصة مثل قادة الاحزاب السياسيون الذين يتولون كافة الامور الحزبية ، فهم يسيطرون علي اساليب الاتصال وقنوات المعلومات ويحددون ميزانية الحزب وبالتالي فالعوامل التنظيمية تدفعهم الي الاليجاركية ( اي قلة متميزة عن الاخرين داخل الحزب) ، وهكذا يتحول الحزب محكوماً بصفوة (اوليجاركية) الي جانب العوامل السيكولوجية الذي يدفعهم ايضاً الي اتجاه التنظيمات الحزبية الي صفوية فحسب إعتقاد ميشيلز فإن القائد الذي مارس السلطة وتعود عليها يجد الصعوبة في التخلي عنها ويذيده ذلك إيماناً وإعتزازاً بنفسه مما يجعله يمارس الهيمنة علي الاخرين فضلاً عن حب البعض ترك الامور التنظيمية وسيكولوجية الانقياد يجعلان من التنظيمات الحزبية تدار وتحرك عبر اقلية مميزة سماها ميشيلز بالاوليجاركية.

(ب)الاتجاه الاقتصادي : بيرنهام :

يعتقد (بيرنهام) انه في المجال السياسي لأي مجتمع هنالك صراعاً بين الجماعات سعياً وراء القوة والمكانة وانه في كافة المجتمعات لا بد ان ينتهي هذا الصراع بسيادة جماعة صغيرة هي التي تتولي مهمة صنع القرار الملائم ، اما التغيير الاجتماعي فهو يمثل النتيجة المترتبة علي كل تحول يطرأ علي تكوين الصفوة ، فالصفوة القديمة تستبدل بصفوة اخري حديثة ، وهذا التفسير للصراع بين الجماعات (لبيرنهام) هو يقترب كثيراً من النظرية الماركسية التي تقسم المجتمعات الي طبقات متصارعة حول المادة.

كما يعتقد (بيرنهام) ان سيطرة جماعة علي وسائل الانتاج يمنحهم وضعاً إجتماعياً متميزاً ويقول إذا اردنا ان نحدد الطبقة الحاكمة علينا ان نحدد الطبقة التي تحصل علي اعلي دخل وبالتالي فإن الصفوات وفقاً هذا الاتجاه يأتي نتيجة لسيطرة طبقة علي عوامل الانتاج تجعلها يتمتع بالثراء والتميز والقوة والنفوذ وهو بذلك يقترب الي حد كبيرالي النظرية الماركسية للصراع الطبقي .

ثالثاً: دورة الصفوات:

من الاشياء المسلمة في علم الاجتماع السياسي ان اي مجتمع يوجد فيه صفوة سياسية حاكمة وهم القلة الذين يشغلون الاوضاع السياسية الهامة ، واخري محكومة ، ونتيجة لعوامل تحدث تغيرات هامة في عضوية الطبقة الحاكمة في خلال مرحلة زمنية معينة وغالباً مايكون مصدر هذه التغيرات هو ولوج افراد من ذوي المستويات الدنيا في المجتمع الي مستوي القلة الحاكمة ، اوإتحاد جماعات جديدة ، او إحلال الصفوة المضادة محل الصفوة القائمة ، كما يحدث في الثورات عادة ، وهذه الظاهرة هي التي يطلق عليها (دورة الصفوة).

رابعاُ: نماذج الصفوات:

هنالك العديد من النماذج للصفوات ، ويمكن الإشارة الي بعض منها علي النحو الاتي :

(أ)الصفوة العسكرية: ويقصد بها القلة العسكرية التي تلعب دوراً مؤثراً في المجتمع وتنتشر في دول العالم الثالث.

(ب) الصفوة المثقفة : وتمثل الجماعات القادرة علي نقل الافكار ونقده وغالباً تضم (الفنانين/العلماء/المفكرين).

(ج)الصفوة الإدارية و البيروقراطية: ويمثل الموظفين والإداريين المؤثرين داخل المجتماعات خاصة في الفقيرة منها (كبار الموظفين في السودان ومؤتمر الخريجين نماذج من الصفوات التي كانت موجودة في المجتمع السوداني في الحقبة الإستعمارية وفترة ما بعد الاستقلال).


النفوذ السياسي

اولاً:مفهوم النفوذ:

تعتبر ظاهرة النفوذ السياسي واحدة من الظواهر التي تفسر وتحلل الكثير من الممارسات السياسية الحديثة ، وتعد من اهم حقول التحليل السياسي الحديث.

ويقصد بالنفوذ –القوة او السلطة المعنوية التي يقوم بها فرد او مجموعة افراد ( الصفوة مثلاً) علي فرد او مجموعة يتأثرون بها ، وبالتالي فالنفوذ يعُني به القوة المعنوية الكافية للتأثير علي الاخرين ، وهذه القوة يكسبها اصحاب النفوذ من عدة مصادر مثل :

1-القوة العسكرية 2- قوة إقتصادية 3- مرجعية ايديولوجية 4- مكانة دينية او تاريخية 5- قوة دبلوماسية 6- مهارات مكتسبة (كاريزيمية) 7- السلطة السياسية.

وللنفوذ السياسي اشكال عديدة تمارسها الافراد ، الحكومات ودول وعلي هذا الاساس فإن الحديث عن النفوذ بواسطة اجهذتها المختلفة ، تحاول التأثير علي المجتمع عبر ممارسة القوة التي تدعمها النفوذ والشرعية، فالقبول المجتمعي للسلطة والاذعان لها يجعلها مؤثرة عليهم بإعتبار ان مصدره عندهم شرعي (السلطة) ، كما ان رجل السياسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق